حينما تكون ((أحبّك)) معناها أكرهك
لا توجد كلمة في القاموس تعددت معانيها وتنوعت وتناقضت بقدر كلمة أحبك..
وأكاد أقول إن هذه الكلمة لها من المعاني بقدر عدد الناس أي أربعة آلاف مليون معنى...
فالذي يقتل يقول قتلتها لآني أحبها ، والذي ينتحر يقول انتحرت لأني أحبها ، والمرتشي واللص والمختلس يقول فعلت ذلك لأني أحب ، والغيور لدرجة الجنون يقول أنه يغار لأنه يحب ، والمتساهل لدرجة الانحلال يقدم زوجته لمن تشتهي من الرجال ويقول فعلت ذلك من فرط الحب....
والصوفي المتجرد لربه يقول أرى الله في وجوه الأطفال وفي تفتح الورود وفي سقسقة العصافير ورفيف الفراش ويقول حبي للمخلوقات من حبي لخالقها ، ولهذا تجرد حبي من الحظوظ والأهواء والمنافع والأغراض ولأوطار وصار حبا لله وفي الله....
وأهل الاعتدال اعترفوا بالعجز عن التجرد عن الحظوظ والأهواء والشهوات وقالوا حسبنا أننا أخضعنا شهواتنا لأحكام الشريعة وأردنا الحب زواجاً وعماراً للأرض ومودة ورحمة...
وأهل الأطماع أحبوا في المرأة غناها وأهل الشهوات أحبوا في المرأة جسدها.. وأهل الفن أحبوا في المرأة جمالها... وأهل الخير أحبوا في المرأة معوانا لهم على الخير...وأهل الشر أحبوا المرأة معوانا لهم على الشر... وأهل القلق والهموم أحبوا المرأة هروبا وأفيونا... وأهل الإجرام أحبوا المرأة جاسوسة ونشالة ولصّة ... وأهل التجارة أحبوا المرأة سمسارة... ومديرة علاقات ومروجة سلع....
وكل صاحب ملة أحب المرأة على ملته.
وكل صاحب مشروع أحب المرأة مشروعة.
ولهذا تعددت معاني كلمة أحبك بعدد أنفاس الخلائق وبعدد أغراضهم وأهوائهم... وكان معناها أحيانا أقتلك وكان معناها أحياناً أكرهك... وكان معناها أحياناً استعبدك... وكان معناها أحياناً أسلبك.. وكان معناها أحياناً أعطيك.... وكان معناها أحياناً أحب نفسي... وكان معناها أحياناً كن لي وحدي...
وكان معناها أحياناً ليكن كلانا للناس... وكان معناها أحياناً كلانا لله... وكان معناها أحياناً ليكن حبنا مسيرة فكر أو مسيرة علم...أو مشوار كفاح... وكان معناها أحياناً ليكن حبنا أسرة وعائلة وأبناء وجيلا جديد أحسن منا...
وتزوجت المطربة ملحّنها ، والممثلة مخرجها ، والنجمة منتجها.
وتزوج الرسام الموديل ، والمدير السكرتيرة.
وتزوج كوري ومدام كوري ليكون حبهما مشوار اكتشاف للراديوم..
وتزوج النبي محمد عليه افضل الصلاة والسلام من خديجة ليكون زواجهما مشوار رسالة من أعظم الرسالات على الأرض.
واختلفت منازل الحب حسب منازل الناس.
وتفاوتت مراتب الحب حسب مراتب الناس...فهو شهواني بين الشهوانيين تجاري بين التجاريين نفعي بين النفعيين.. صوفي بين الصوفيين.. فني بين الفنيين...مجرم بين المجرمين...وهو وضيع بين الوضعاء ...خسيس بين أهل الخسة...ورفيع بين أهل الرفعة... وسماوي بين أهل السماء ، وأرضي بين أهل الأرض..
والكل صادق في كلمة أحبك ساعة يقولها... أحياناً مجرد صدق لحظي... للاستهلاك الوقتي حتى يأخذ المقابل الفوري من اللذة ثم يذهب لحال سبيله وقد نسى كل شيء...
وأحياناً عند أهل القلوب والمشاعر وأهل العمق يكون للصدق عمق وللعاطفة مدد من زمان والدوام بقدر عمق نفوسهم وسلامة فطرهم..
وأدوم الحب ماكان لله وفي الله..
وأقصر الحب ما كان لهدف اللحظة.
وبين هذين كل درجات القصر والطول والزوال والدوام وكل ألوان الطيف.. ولا يلومن محب في فشله إلا نفسه فإن نفسه هي القماش الذي فصّل منه حبه.. وفي النهاية الحب أكبر حقيقة بلا جدال.
وهو أيضاً أكبر وهم بلا جدال.
فانظر إلى نفسك أيها القاري الكريم أين تقف بين هؤلاء ... ومن أي صنف تكون ويكون حبك.. وأين منزلتك بين هذه المنازل... وأين مرتبتك بين هذه المراتب.
وأقراء المقال من جديد لتعرف من أنت... وأين أنت.. د.مصطفى محمود
لا توجد كلمة في القاموس تعددت معانيها وتنوعت وتناقضت بقدر كلمة أحبك..
وأكاد أقول إن هذه الكلمة لها من المعاني بقدر عدد الناس أي أربعة آلاف مليون معنى...
فالذي يقتل يقول قتلتها لآني أحبها ، والذي ينتحر يقول انتحرت لأني أحبها ، والمرتشي واللص والمختلس يقول فعلت ذلك لأني أحب ، والغيور لدرجة الجنون يقول أنه يغار لأنه يحب ، والمتساهل لدرجة الانحلال يقدم زوجته لمن تشتهي من الرجال ويقول فعلت ذلك من فرط الحب....
والصوفي المتجرد لربه يقول أرى الله في وجوه الأطفال وفي تفتح الورود وفي سقسقة العصافير ورفيف الفراش ويقول حبي للمخلوقات من حبي لخالقها ، ولهذا تجرد حبي من الحظوظ والأهواء والمنافع والأغراض ولأوطار وصار حبا لله وفي الله....
وأهل الاعتدال اعترفوا بالعجز عن التجرد عن الحظوظ والأهواء والشهوات وقالوا حسبنا أننا أخضعنا شهواتنا لأحكام الشريعة وأردنا الحب زواجاً وعماراً للأرض ومودة ورحمة...
وأهل الأطماع أحبوا في المرأة غناها وأهل الشهوات أحبوا في المرأة جسدها.. وأهل الفن أحبوا في المرأة جمالها... وأهل الخير أحبوا في المرأة معوانا لهم على الخير...وأهل الشر أحبوا المرأة معوانا لهم على الشر... وأهل القلق والهموم أحبوا المرأة هروبا وأفيونا... وأهل الإجرام أحبوا المرأة جاسوسة ونشالة ولصّة ... وأهل التجارة أحبوا المرأة سمسارة... ومديرة علاقات ومروجة سلع....
وكل صاحب ملة أحب المرأة على ملته.
وكل صاحب مشروع أحب المرأة مشروعة.
ولهذا تعددت معاني كلمة أحبك بعدد أنفاس الخلائق وبعدد أغراضهم وأهوائهم... وكان معناها أحيانا أقتلك وكان معناها أحياناً أكرهك... وكان معناها أحياناً استعبدك... وكان معناها أحياناً أسلبك.. وكان معناها أحياناً أعطيك.... وكان معناها أحياناً أحب نفسي... وكان معناها أحياناً كن لي وحدي...
وكان معناها أحياناً ليكن كلانا للناس... وكان معناها أحياناً كلانا لله... وكان معناها أحياناً ليكن حبنا مسيرة فكر أو مسيرة علم...أو مشوار كفاح... وكان معناها أحياناً ليكن حبنا أسرة وعائلة وأبناء وجيلا جديد أحسن منا...
وتزوجت المطربة ملحّنها ، والممثلة مخرجها ، والنجمة منتجها.
وتزوج الرسام الموديل ، والمدير السكرتيرة.
وتزوج كوري ومدام كوري ليكون حبهما مشوار اكتشاف للراديوم..
وتزوج النبي محمد عليه افضل الصلاة والسلام من خديجة ليكون زواجهما مشوار رسالة من أعظم الرسالات على الأرض.
واختلفت منازل الحب حسب منازل الناس.
وتفاوتت مراتب الحب حسب مراتب الناس...فهو شهواني بين الشهوانيين تجاري بين التجاريين نفعي بين النفعيين.. صوفي بين الصوفيين.. فني بين الفنيين...مجرم بين المجرمين...وهو وضيع بين الوضعاء ...خسيس بين أهل الخسة...ورفيع بين أهل الرفعة... وسماوي بين أهل السماء ، وأرضي بين أهل الأرض..
والكل صادق في كلمة أحبك ساعة يقولها... أحياناً مجرد صدق لحظي... للاستهلاك الوقتي حتى يأخذ المقابل الفوري من اللذة ثم يذهب لحال سبيله وقد نسى كل شيء...
وأحياناً عند أهل القلوب والمشاعر وأهل العمق يكون للصدق عمق وللعاطفة مدد من زمان والدوام بقدر عمق نفوسهم وسلامة فطرهم..
وأدوم الحب ماكان لله وفي الله..
وأقصر الحب ما كان لهدف اللحظة.
وبين هذين كل درجات القصر والطول والزوال والدوام وكل ألوان الطيف.. ولا يلومن محب في فشله إلا نفسه فإن نفسه هي القماش الذي فصّل منه حبه.. وفي النهاية الحب أكبر حقيقة بلا جدال.
وهو أيضاً أكبر وهم بلا جدال.
فانظر إلى نفسك أيها القاري الكريم أين تقف بين هؤلاء ... ومن أي صنف تكون ويكون حبك.. وأين منزلتك بين هذه المنازل... وأين مرتبتك بين هذه المراتب.
وأقراء المقال من جديد لتعرف من أنت... وأين أنت.. د.مصطفى محمود
__________________